عقدة الذنب التي لا تنتهي
د. سمير عبد ربه
الصهيونية أيديولوجية سياسية تدعي تمثيل والتحدث باسم اليهودية واليهود. ومنذ العام 1897 تدعو إلى استعمار فلسطين وإنشاء دولة يهودية من خلال نقل يهود أوروبا وثرواتهم إليها. وفي العام 1933، مباشرة بعد وصول هتلر إلى السلطة، دعا النظام النازي الى تنقية ألمانيا من اليهود
.وقد أدى التماثل والتقاطع بين الأهداف والمصالح الصهيونية والنازية إلى توقيع اتفاقية هافارا في 25/8/1933 بين ألمانيا النازية والاتحاد الصهيوني الألماني، نيابة عن الوكالة اليهودية في فلسطين (حكومة إسرائيل المستقبلية)، بعد ثلاثة أشهرمن المفاوضات مع البنك الأنجلو- فلسطيني الذي اصبح فيما بعد بنك اسرائيل المركزي وبنك ليومي ، والسلطات الاقتصادية في ألمانيا النازية
في وقت لاحق في العام 1952 ، وقعت جمهورية ألمانيا الاتحادية وإسرائيل -التي تم إنشاؤها حديثا- اتفاقية لوكسمبورغ لدفع تعويضات ألمانية للدولة المستحدثة على مدى عشرسنوات، نيابة عن ضحايا المحرقه من اليهود
بين العامين 1933 و1952 ، تغير القادة الألمان المنخرطون في الاتفاقيتين / هافارا ولوكسمبورغ / وتغيرت أيديولوجياتهما، غيرأن ممثلي الوكالة اليهودية وإسرائيل وأيديولوجيتهم الصهيونية بقواعلى حالهم في الوضع الطبيعي، كان يجب أن يتم دفع التعويضات مباشرة للضحايا اليهود أو عائلاتهم، لمساعدتهم على اجتياز الصدمات الشديدة التي تعرضوا لها. وعوضا عن ذلك ، قبلت جمهورية ألمانيا الاتحادية فكرة أن إسرائيل تمثل جميع الضحايا اليهود . والتزمت باستخدام نفوذها وثروتها من أجل”أمن” إسرائيل، من خلال دفع ما قيمته مليارات الدولارات من البضائع الألمانية، بما في ذلك المعدات والآلات العسكرية والصناعية. وبدلا من استخدام التعويضات الألمانية لمساعدة ضحايا المحرقه وعائلاتهم ، تم توجيه التعويضات التي تقدر قيمتها الاجماليه اكثر من ٩٠ بليون دولار لترسيخ استعمار فلسطين وتعزيز القدرة العسكرية الإسرائيلية على العدوان والتوسع في كامل منطقة الشرق الأوسط